علم "المصدر أونلاين" من مصادر مطلعة أن الولايات المتحدة الأمريكية أبلغت عيدروس الزبيدي عضو مجلس القيادة الرئاسي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، عدم سماحها بممارسة أي نشاط خاص بالمجلس، خلال رحلته الأخيرة إلى نيويورك برفقة رئيس المجلس رشاد العليمي.
ووصل العليمي، يرافقه عضوا المجلس عيدروس الزبيدي وعبدالله العليمي، في الثالث والعشرين من سبتمبر إلى نيويورك للمشاركة في الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة، وللعام الثالث على التوالي يشارك الزبيدي إلى جانب أعضاء آخرين في الوفد الرسمي.
وقالت المصادر إن الإدارة الأمريكية أبلغت الزبيدي بذلك أثناء زيارته، وهو ما دفعه إلى الحرص على حضور معظم اللقاءات الرسمية والعودة مبكرًا هذا العام على خلاف ما اعتاد عليه في السنوات الماضية.
ولم يظهر الزبيدي إلى جانب الرئيس العليمي في الصورة المرفقة بخبر مغادرة نيويورك الذي نشرته وكالة الأنباء الحكومية (سبأ).
وتعليقاً على هذه المعلومة أكد مصدر رسمي لـ"المصدر أونلاين" أن الزبيدي لم يعد على متن الطائرة التي أقلت الرئيس والوفد المرافق، وأضاف "ولم نحط بذلك في الحقيقة لكن البروتكول عموما كان مشدداً هذا العام"، وهو ما دفع الزبيدي لمغادرة الولايات المتحدة في اليوم التالي دون إقامة أي نشاط ضداً على ترتيبات سابقة لفعاليات وأنشطة كان الإنتقالي قد أعد لها مسبقاً حسب معلومات حصل عليها المصدر أونلاين.
وتأتي مشاركة الزبيدي في كل عام، بحسب عديد من المصادر، بعد نقاشات وأخذ ورد، تُحسم في العادة بضغط رئيس مجلس القيادة الذي يرى أن رفض إدراج الزبيدي قد يسبب صعوبات للمجلس في العودة إلى العاصمة المؤقتة الواقعة تحت سيطرة قوات تابعة للإنتقالي.
وخلال زياراته السابقة، استغل الزبيدي وجوده في نيويورك لتسويق نفسه ومشروع الانفصال الذي يتبناه مجلسه، حيث عقد لقاءات وأدلى بتصريحات تتعارض مع توجهات مجلس القيادة الذي يعتبر جزءً منه. ففي العام الماضي، على سبيل المثال، التقى العليمي وزير الخارجية الروسي، بينما التقى الزبيدي وزير الخارجية الأوكراني.
وكان الزبيدي يحرص كل عام على البقاء لفترة أطول في الولايات المتحدة بعد انتهاء اجتماعات الأمم المتحدة، ويقوم بجولة في ولايات أمريكية يلتقي خلالها بما يسميها "الجاليات الجنوبية"، وسط زخم إعلامي واسع من وسائل إعلام الانتقالي التي تصور تلك الزيارات كتمثيل لدولة الجنوب.
هذه التحركات أثارت استياءً واسعًا. إذ كتب أستاذ العلوم السياسية في جامعة مدينة ميتشغن، عبدالحكيم السادة، في منشور على فيسبوك: "حد يقول لنا عن سبب اصطحاب الرئيس العليمي لعيدروس الزبيدي؟ حضوره يقتصر على الترويج لنفسه ولميليشياته الانفصالية، بينما هو بموجب أنظمة وقوانين الأمم المتحدة مصاحب لوفد يمثل الجمهورية اليمنية!".
وأضاف: "تصوروا أنهما، الرئيس ونائبه، يقطنان في نفس الفندق والجناح، لكن لكل منهما برنامجه وأتباعه وعلمه المختلف، في مشهد يجسد مشروعين منفصلين لا يجمع بينهما شيء، ولا يمثلان الحد الأدنى من تطلعات الشعب اليمني شمالًا وجنوبًا وشرقًا وغربًا بدولة موحدة قوية يسودها العدل والمساواة والأمن والتمكين الاقتصادي".
وفي حين كان كثيرون ينظرون إلى تحركات الزبيدي على أنها مجرد محاولة لاستثارة عاطفة أنصار الانتقالي، إلا أن الأمر تطور العام الماضي حين نقل خلافات مجلس القيادة إلى الأروقة الدولية، عبر إصراره على إلقاء كلمة اليمن أمام قمة السلام في مجلس الأمن ممثلًا للجمهورية اليمنية، وهي الكلمة التي كان من المفترض أن يلقيها وزير الخارجية.
وقدمت وسائل إعلام الانتقالي تلك الكلمة على أنها كلمة "الوفد الجنوبي"، في سابقة منذ إعلان وحدة اليمن عام 1990، إذ أضيف إليها مقطع يطالب بدعم "شعب الجنوب" ومشروع الانفصال، رغم أنها كانت في الأساس الكلمة الرسمية المقررة للجمهورية اليمنية.