٢٦سبتمبر .. دعوة الحق وثورة العدل

٢٦ سبتمبر لم تكن ثورة محدودة ضد سلطة ظالمة ونظام فاشي وحسب، إنما كانت ثورة شاملة جامعة مانعة جمعت شتات اليمنيين ووضعت حداً لعهد الظلم والخرافة والكهنوت .

جددت الدين في حياة اليمنيين وأعادت للإسلام الصحيح اعتباره قضت على الخرافة وقيضت بنيان البدعة و أعادت للإنسان كينونته وكرامته الإنسانية.

وضعت قطار التاريخ اليمني على مساره الصحيح وطريقه القويم بعد انحراف اعتراه لفترات من تاريخ الألف عام ونيف من عمر الزمن .

تراجع خلالها الإنتاج الحضاري للأمة اليمنية إلى عصور ما قبل التاريخ .

سبتمبر لم يكن حدث اللحظة بل مسيرة ضوئية ليوم بألف عام من الزمن .

ثوار سبتمبر هم أنبياء صدق و صحابة فداء وفقهاء علم وقديسون في محراب التقى، صلوات ربي و سلامه عليهم ما تعاقب الليل والنهار من اليوم إلى قيام الساعة .

ثورة سبتمبر انتصرت لقيم الإسلام وأعادت البعث الحضاري والدور الريادي لليمن.

الحدث السبتمبري العظيم يتجدد في حياة اليمنيين ويلامس شغاف قلوبهم وكأنه ميلاد سعدهم الأبدي الذي يشرق نوره الوضاء في كل عام لا تبلوه السنون ولا يعبث بألقه الدهر .

هو كينونة الذات اليمانية العريقة وروح شعبها العظيم وحائط الصد الشديد الصلابة في وجه كل المحن.

يتفرق اليمنيون وتصيبهم لعنة الشتات وتعصف بهم جوائح الزمن وتمزقهم كل ممزق فيأتي هذا الميلاد السبتمبري العظيم فيجمع شتاتهم ويوحد قلوبهم ويرمم جروح ظننا أنها لا تندمل، ببلسم سبتمبر المعجزة تبرى كل أمراض اليمنيين وتتعافى كل ندوبهم.

المتأمل لسحر سبتمبر العظيم في حياة اليمنيين يدرك أنه معجزة الله وقدره المحتوم في النهوض بهذا الشعب ودفع أباطيل الكهانة وزيف الدجل وصد كل عاديات الدهر عن حياض قحطان ومجد اليمن العظيم .

سبتمبر هو روحنا التي لا تموت وعقيدتنا التي لا يأتيها الباطل، ولا يعلو عليها الطغيان.. عليه نحيا ومن أجله نقارع الكهنوت، وبه نخوض غمار الصعاب لنرسو معه وبه وعلى قمم مجده في أفق مستقبلنا المنشود وفي سبيل عزته ترخص الأرواح وبالدماء الزكية تسقى وروده الندية .


شارك الخبر


طباعةإرسال